تمارة سيتي الدليل السياحي
لازال المهرجان الدولي للحكايات في دورته الحادية عشرة المنظم هذه السنة تحت شعار ” العمق الإفريقي في الثرات اللامادي المغربي” يعلن عن مفاجآة من العيار الثقيل.
فقد جعلت جمعية لقاءات المنظمة للمهرجان من هذا اليوم، يوما حافلا بامتياز، فقد انتقل رواة و حكواتي المهرجان بشكل لافت إلى السوق الأسبوعي بمرس الخير، و ما يمثله هذا السوق من امتداد شعبي للمدينة.
تفنن محترفو فن الحلقة في استقطاب المتسوقين ،و استطاعوا أن يملئوا الفراغ الذي تركته محلات الشواء البدوية لتزامن ذلك مع شهر رمضان الأبرك، فما كان لمن قصد السوق إلا أن يتمتع بصبر و اكتشاف ما يحمله هؤلاء الرواة العصاميون من مخزون ثقافي شفهي.
جمهور السوق الأسبوعي الشعبي تفاعل و وقف كثيرا احتراما وتقديرا لهؤلاء الفنانين المبدعين، و هو نفس الأمر الذي أبى جمهور كورنيش أبي رقراق.
و بساحة مولاي رشيد بتمارة، كان موعد الجمهور مع ليالي السرد و الحكاية ، كان ضيف الليلة فرقتين من المغرب العربي الكبير ، فرقة الباشوات التونسية و الحكواتي لزعر بوعزيزي، إضافة إلى الراوي يحيى الراجل القادم من موريطانيا.، إضافة إلى شذرات من الفلكلور و الثراث المغربي و الحساني المغربي.
عبر جولاتها بميادين العرض توقفت “تمارة سيتي” كثيرا عند المعرض الدولي للثرات اللامادي الذي يتخد من ساحة جدة فضاءا له، خيام صحراوية هنا و هناك و أخرى شامية عربية هناك، تنوعت الأروقة و حاولت استجلاء مكنوناتها.
ينقسم المعرض إلى أروقة يضم كل رواق فيها معروضات تظهر التنوع الثقافي و الإرث الحضاري لمجموع الدول الإفريقية المشاركة، فحضر الرواق المغربي و الموريطاني و دول جنوب الصحراء و غيرها كثير.
عبر زيارة الأروقة يتضح جليا أنها وضعت بعناية و تنسيق متناهي، رواق هنا يقرب الزائر من طقوس و عادات الدول الإفريقية المشاركة، و رواق هناك ينقلك إلى عالم الأزياء و اللباس التقليدي سواء الرجالي أو النسائي و المناسبات التي تم ارتداء كل لباس فيه مع التأكيد على تمازج الألوان الإفريقية الجذابة.
و لعل من أهم الأروقة التي يحتضنها المعرض ، رواق الأكولات و الأطباق الشهيرة بهاته الدول، و إذا كانت الأطباق المغربية معروفة لدى الجمهور، فالفرصة أكيد ستكن سانحة لاكتشاف أطباق أخرى لم يتذوقها من قبل
سيكون للجمهور فرصة كذلك للتعرف على طقوس التجميل و تسريحات الشعر و العناية بالبشرة و الجسم، و كذا على طقوس الألعاب الشعبية و أغانيه الشعبية و فلكلوره، لإضافة إلى الخبرات الكونية المرتبطة بالطبيعة.
