الرئيسية -- سحر الشاطئ -- طنجة .. سحر مدينة على ضفاف المتوسط و الأطلسي

طنجة .. سحر مدينة على ضفاف المتوسط و الأطلسي

الأكيد أن العادي و البادي يعرف لا محالة عروس البوغاز طنجة، المدينة الساحرة النائمة بين البحرين، و المطلة على القارة العجوز أوروبا.

و الأكيد أيضا, أن طنجة شكلت عبر الزمن بوابة المغرب من جهة الشمال, مما أكسبها شهرة واسعة تجاوزت حدود الوطن، لتحمل في حقبة الاكتساح الاستعماري الأوروبي صفة مدينة دولية.

سياحيا تعتبر مدينة طنجة وجهة جديدة نوعا ما, ترتكز أساسا إلى كونها محطة عبور، و ذلك ما جعلها تتهيأ بنيويا لاستقبال الوافدين عليها على هذا الأساس.

كيف و أين تقضي عطلة نهاية الأسبوع بمدينة طنجة ؟

إن اخترت التوجه إلى عروس البوغاز لقضاء يومين أو عطلة نهاية الأسبوع، فبرنامجنا يبتدأ بالبحث عن نزل أو فندق للإقامة، و هي عديدة و منتشرة في كل أرجاء المدينة غير أننا ننصحك بالاستقرار بالقرب من الكورنيش، نزل عمر الخيام أحد هذه الفنادق الذي يقترح خدمة جيدة بثمن لا يتجاوز 350 درهم لليلة على بعد 100 من البحر و كذا 100 متر من البولفار القلب النابض للمدينة.

تبتدأ الجولة عبر زيارة استكشافية لوسط المدينة،صعودا عبر شارع محمد الخامس ” البولفار”، إلى حدود سور المعكازين أحد معالم المدينة التاريخية، و عبر هذا المسار ستثير اهتمامك كل هذه المحلات التجارية التي تعرض منتوجات من كل الأصناف.

ببلوغك لسور المعكازين صعودا، ستتدور جوعا حتما، و هنا لا أجمل و لا أروع من تذوق مأكولات تخصصت محلات بعينها في تقديمها، و من بين المحلات المقابلة لسور المعكازين يوجد محل لبيع الشوارما و البيتزا جد مشهور، يسمى ” لاكوندولا la gondola” سيعجبك حتما ببساطته و جودة خدماته، لفافة من الشوارما لا تتعدى 20 درهما و قطعة من البيتزا ب 05 دراهم جديرة بسد حاجاتك الغدائية.

إذا كنت من عشاق العطور، فلن تقاوم رائحة العطر و أنت تمر أمام محل ” عطورات المديني”، و حتما ستجد نفسك تقتني منه قنينة حتى و إن كانت ثقافتك ضعيفة في هذا المجال.

ليل طنجة صاخب و رومانسي، فمحج محمد السادس، أو الكورنيش الممتد لمسافة كبيرة, تنتشر به عدد من الملاهي الليلية التي تعرض سهرات من شتى أنواع الطرب، الشرقي و الغربي و الشعبي و حتى الموسيقى الثراثية، الاختيار سيكون صعبا حتما، لكن ذوقك سيكون له كلمة الحسم، و إن كنت ممن يعشقون قضاء الليل في هدوء، فالمنتزهات الخضراء المطلة على شاطئ البحر ستحتضنك بكل أريحية.

المتعة لا تنتهي حتما في طنجة، خاصة و أنه في زاوية من زوايا الكورنيش توجد مقهى ليست ككل المقاهي، فضاء أشبه بالخيال سيجعلك تتمنى لو كنت تستقر في طنجة حتى تتذوق ما لذ و طاب من أنواع ” الكريب les crepes” لدى “كاندينسكي kandinsky ” و بأثمنة تتراوح بين 22 و 27 درهما فقط.

في طنجة، الشواطئ جميلة و ممتدة و عذراء، سواء بالواجهة المتوسطية أو الأطلسية، معظمها ترفرف فوقها الأعلام الزرقاء علامة جودة مياه السباحة، و يبقى شاطئ أشقار أجودها، يمكنك قضاء اليوم بكامله هناك أو نصف يوم، كما يمكنك الاستمتاع بجولة عبر الطريق الساحلية بواسطة السيارة إلى أن تصل إلى حيث يلتقي البحران المتوسط و الأطلسي، إنه كاب سبارتيل.

زيارة طنجة لا تكتمل دون زيارة مغارات هرقل، رمز المدينة و هويتها البصرية، فهناك تحكي المغارات تاريخ منطقة و وطن، فالأسطورة الإغريقية تقول, أن “أنتي” كان ابن “بوسيدون” و”غايا”، وكان يهاجم المسافرين فيقتلهم و يصنع من جماجمهم معبدا أهداه لأبيه، وأطلق على مملكته اسم زوجته “طنجة” -بكسر الطاء وسكون النون- وكانت تمتد من سبتة إلى “ليكسوس” مدينة التفاحات الذهبية قرب العرائش.

وفي معركة قوية بين هرقل وأنتي استطاع هرقل أن يهزمه، وفي الصراع شقت إحدى ضربات سيفه مضيق البوغاز بين أوروبا والمغرب والمغارات المشهورة باسمه، ثم تزوج بعد ذلك زوجة أنتي، فأنجبت له سوفوكس الذي أنشأ مستعمرة “طنجيس”.

وجبة الغذاء لدى زوار طنجة لا يمكن إلا أن يؤتثها طبق من السمك بميناء المدينة، ف 50 درهما للفرد كفيلة بجعلك تتذوق صينية كبيرة من “الكروفيط crevettes” بطعم الزعتر، إضافة إلى طبق من التشكيلات السمكية المتنوعة.

إن كان لديك أطفال، و تحب أن تزرع البجهة في قلوبهم، فلن تجد مكانا أفضل من ” منار بارك” لتشبع شغفهم باللعب، فهذا المنتزه القابع فوق جبل مطل على المدينة ، سيأسرك حتما، استغل الفرصة للتمتع بالبواخر العابرة للمياه الزرقاء القادمة من أوروبا في اتجاه الميناء و بإطلالة بانورامية خلابة.

الغروب في طنجة له سحره الخاص، خاصة إذا كنت بإحدى الفضاءات العالية المطلة على البحر، و هنا ننصحكم بالذهاب إلى مقهى ” الحافة”، مقهى تقليدي أشبه بمقاهي الأوداية بالرباط، يقدم الشاي بالنعناع في أكواب كبيرة و ب7 دراهم فقط، و يمنحك فرصة تأمل الغروب في جو رومانسي بعيد عن الضوضاء.

كثيرة هي مميزات طنجة، صعب أن نحصرها في مقال واحد، مثلجات ” لافوكا la fuga” ، و ” بوكاديوس عبدالمالك”، و ” طورطية و الشاي بالنعناع” كلها وجبات ستجد لها حيزا زمنيا، شواطئ الأطلسي و المتوسط و مغارة هرقل و كاب سبارتيل و البولفار و الكورنيش و الملاهي و المقاهي كلها أماكن ستستهويك، و الأكثر من ذلك فحفاوة الطنجاويين ستجعلك تحس أنك في بيتك و بين أهلك، فمرحبا بكم في طنجة

بقلم : عادل الحرشي

شاهد أيضاً

اللواء الأزرق يرفرف للسنة التاسعة على التوالي فوق شاطئ الصخيرات

حضي شاطئ الصخيرات للسنة التاسعة على التوالي بشرف رفع اللواء الأزرق فوق رماله ، و ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *