الرئيسية -- مدينة تمارة -- قنطرتي وادي يكم و وادي الشراط .. صرحين يأبيان الاندثار

قنطرتي وادي يكم و وادي الشراط .. صرحين يأبيان الاندثار

عبر الطريق الوطنية رقم 1، و أنت تغادر مدينة تمارة جنوبا، و عند مدخل جارتها الصخيرات، ستثير انتباهك حتما قنطرة ضخمة معلقة على وداي يكم.

و عبر نفس المسار، و أنت تغادر مدينة الصخيرات في اتجاه بوزنيقة، ستثير دهشتك من جديد قنطرة حديدية ضخمة معلقة على وادي الشراط.

ستتسائل حتما، هل ضللت الطريق، و عدت أدراجي من حيث أتيت ؟؟ أبدا .. فأنت في مكان غير المكان الذي مررت منه، بل إنك تعيش لحظة زمنية متشابهة في مكانين مختلفين.

يعود بناء القنطرتين معا إلى أوائل القرن العشرين، فجسر وادي الشراط  بني سنة 1917، بينما بني جسر وادي يكم أربع سنوات من بعده، و استغرق ثلاث سنوات كاملة من 1921 إلى 1923.

و قد قام بوضع الرسم الهندسي للقنطرتين ، المهندس فيردينوند أرنودين، و أشرف بنفسه على تشييد القنطرتين معا عن طريق شركته ” أرنودين للجسور”، و ساهم في بنائها خبراء و عمال فرنسيين و مغاربة.

و استعمل أرنودين موادا ترتكز أساسا على الفولاذ الصلب و الأسلاك الحديدية المثينة و الصفائح المعدنية ، وفق معادلات رياضية دقيقة مقاومة للضغط و حركة و سرعة الرياح و عوامل التعرية.

و يعتبر تصميم القنطرتين واحدا من بين حوالي 300 تصميما لقناطر من نفس النوع أشرف أرنودين على تنفيذها بمختلف بقاع العالم، من بينها جسر أفينيون التاريخي بفرنسا، و جسر سانتا إيزابيل على نهر الكاليكو بإسبانيا، و جسر وادي سيبوس بمنطقة الشيحاني بالجزائر.

و كان الاعتقاد السائد لدى غالبية سكان المنطقة ، ما مفاده أن القنطرتين شيدتا بأيادي أسرى الحرب الالمان، غير أنهم يجمعون على أنهما تعودان للحقبة الاستعمارية.

و حدث أن خضعت القنطرتان للتجديد و الصيانة بعيد استقلال البلاد بقليل، أي سنة 1958، كما تم إعادة تجديدها في الفترة ما بين 1976/1977.

و من الأشياء الغريبة التي واكبت عملية التجديد الأولى أن قامت السلطات المغربية بوضع لوحات رخامية في مداخل الجسرين تدلان على أن سنة تدشين الجسرين هي سنة 1958 بينما اختفت لوحة منقوشة تحمل إسم المهندس فيردينوند أرنودين..

يصل طول القنطرتين سواء تلك المنصوبة على وادي يكم ، أو سواء نظيرتها على وادي الشراط إلى 103 أمتار ابتداءا من الباب الشمالي إلى الباب الجنوبي، بعرض يصل إلى 06 أمتار ، و ممر للراجلين من كلتا الجهتين يبلغ عرض كل واحد منهما 60 سنتمترا، فيما الأسلاك التي تحمل الجسرين فتصل قوتها  إلى 2×8 مونوطون لكل 4×6 توليفة حبلية.

من يكون مهندس جسري وادي يكم و وادي الشراط ؟؟

logo-sm

فيردينوند حوزيف أرنودين ، ولد بتاريخ 09 أكتوبر 1845 ب “سانت فول لي ليون” حيث كان والده توماس أرنودين يشتغل كمشرف عام على الأشغال بشركة ” الأخوين سيكون”، توفيت والدته سنة 1948 و سنه لم يتجاوز الثالثة من عمره.

طفولته الصعبة و يتمه المبكر جعلته يلج مدرسة الخشابين الداخلية المتخصصة في دراسة المجالات الطبيعية حينها، فبرز نبوغه الدراسي إلى أن تخرج منها مهندسا، ليلج بدوره شركة ” الأخوين سيكون” بعد أن حملت إسم ” شركة القناطر المعلقة”، و التي كان والده لا يزال يشتغل بها.

و تدرج فيردينوند أرنودين في مراتب المسؤولية  إلى أن شغل منصب مفتش عام للأشغال بها، حيث كان يقف على كل صغيرة و كبيرة في عمليات التشييد.

توفي سنة 1924,

ملحوظة: هذا المقال هو نتاج أبحاث و دراسات  فريق تمارة سيتي، لذا يرجى ذكر المصدر عند إعادة الاستعمال

شاهد أيضاً

بلح البحر “بوزروك” ، موروث الصخيرات تمارة في الطبخ المغربي

الأكيد أن المطبخ المغربي غني و متنوع، و فيه من الأطباق ما تشتهي كل الأذواق ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *