تمارة سيتي الدليل السياحي
قيض و حر فاق المستويات المعهودة، لا ملاذ للقانطين من هذا اللهيب غير مكان لطيف يعطيك انتعاشا و حيوية، ابتسم, فأنت محظوظ, لأن مدينة تمارة توفر لك شريطا ساحليا من أجمل الشواطئ المغربية.
غير أن شاطئا من بين هذه الشواطئ سيثير اهتمامك حتما، و سيجعلك تأتي لاستكشاف خصوصياته لا محالة، إنه شاطئ تمارة، فما أن تطل عليه و أنت قادم عبر الطريق الساحلية من اتجاه تمارة المركز، تثير فضولك تلك الجموع الغفيرة التي تؤثث الفضاء، شباب يمارس شتى الأنواع الرياضية هنا، و شمسيات متراصة الصفوف هناك، قوارب صغيرة تخترق زرقة المياه الهادئة هنا، و أمواج ترتطم بالصخر هناك، لكن الأكيد أن ما سيجعلك تمعن النظر طويلا هي تلك المنارة البعيدة القابعة وسط الصخور و المياه تغمرها من كل جانب، ستتساءل حتما ، ما دورها ؟ و لما هي هناك وحيدة, تصارع جبروت الموج و الزمان على حد سواء.
يجهل إلى حدود الآن, السنة التي بنيت فيها منارة شاطئ تمارة، لكن الموروث الشفهي يرجع تاريخها إلى ثلاثينيات القرن الماضي ، حين اتخذ المستعمر الفرنسي شاطئ تمارة كميناء طبيعي قصد التزود بالمؤن و العتاد الحربي، فكان أن بنوا تلك المنارة قصد إرشاد السفن.
المنارة ستصير رمزا من رموز المدينة بأكملها خاصة و أن المئات من الأفلام السينمائية و المسلسلات خاصة المغربية منها وظفتها في حلقاتها, فاكتسبت شهرة جعل عددا من المغاربة يؤرخون صورا بها عربون مرورهم بمدينة تمارة.
يوفر شاطئ تمارة كل الخدمات التي يحتاجها المصطافون سواء المغاربة أو الأجانب، فالمطاعم و المحلات التجارية و المقاهي و المقاصف والأكشاك و الفنادق و الملاهي و بائعو الببوش و الحمص و الأكسسوارات و كل شيء يوجد هنا، لا حاجة لك لأن تحمل أي هم ، و الأكثر من ذلك فهذه الخدمات يمكنك أن تستفيد منها و بأثمان منخفضة و في متناول الجميع.
ومن الخصائص التي يمتاز بها هذا الشاطئ كذلك توفره على مساحة صخرية منبسطة في أغلبها، وتطل مباشرة على الأمواج المتلاطمة للمحيط الأطلسي، إذ توجد فوقها العشرات من الموائد والكراسي والشمسيات, أعدت لمن يهوون الجلوس قرب الشاطئ للتطلع إلى أمواجه الهادرة والاستمتاع بالهواء البارد والمنعش الذي يتسرب من بين ثناياها.
أما في المساء و أنت جالس تترقب, فالغروب يتخد طابعا رومانسيا خلابا، خاصة حين تتمازج ألوان الشفق الزاهية ببريق زرقة البحر.
بقلم عادل الحرشي
