الرئيسية -- مهرجانات و مواسم -- سلا تتلألأ في موكب الشموع

سلا تتلألأ في موكب الشموع

توقفت سماء مدينة سلا، بعد عصر أمس، عن إرسال خيوطها الماطرة، إيذانا بانطلاق الأجواء الاحتفالية والفلكلورية التي غمرت وسط المدينة، على بعد عشرات الأمتار من ضريح مولاي عبد الله بن حسون، مصاحبة لمرور موكب الشموع، الذي دأبت عدوة سلا على تنظيمه سنويا، احتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف.

وسط جموع غفيرة من ساكنة المدينة، التي تحدّت برودة الأجواء، انطلقت أفواج موكب الشموع من ساحة السوق الكبير، قرب باب الخميس، يتوسطها الشرفاء الحسّونيّون، متبوعين بـ12 شخصا بزي مغربي عريق يحملون 12 شمعة كبيرة الحجم، في إشارة إلى تاريخ 12 ربيع الأول الذي ولد فيه المصطفى صلى الله عليه وسلم.. يصاحبهم آخرون يرفعون أعلاما كبيرة مختلفة الألوان، ومنقوشة بالحرير لترسم عبارات دينية مختلفة..

هذا في الوقت الذي استبقت الموكب الفرقة النحاسية النسائية التي أدت عروضا موسيقية وطنية تحيل إلى لوحات استعراضية كبيرة، تمشي ورائها على ظهر سيارات طمست معالمها الحديدية بأوراق النخيل العريضة، وهي اللوحات التي تحمل صور الملك محمد السادس والراحل الحسن الثاني وقبة الصخرة بالقدس ومسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء..

على طول مسار الموكب الاحتفالي، فرق شعبية، من كناوة وأحيدوش وعيساوة وحمداشة وحتى “دقايقية” مراكش..، تستعرض ألوانها الفنية المختلفة بآلاتها الطربية وأزيائها التقليدية التي رسمت متحفا فنيّا شعبيّا متحركا، قبل أن تظهر صفوف من الأطفال الصغار، بزيّ دينيّ، يحملون ألواحا كتبت عليها بعض آيات القرآن الكريم..

ورغم أن الأجواء الاحتفالية لم تمنع العديد من الشغوفين من اختراق الموكب لأكثر من مرة، ما دفع رجال الشرطة والقوات العمومية إلى التدخل وفرض حواجز بشرية وأخرى حديدية لضبط المسيرة الاحتفالية.. إلا أن الموكب تمكن في دقائق من الوصول إلى ساحة الشهداء بباب بوحاجة، حيث نصبت منصة رسمية وتجمهر المئات من الساكنة، رافعين هواتفهم الجوالة وآلات الكاميرا من أجل توثيق لحظة لا تمر سوى مرة في العام..

بعد أن لفت الشموع، التي اتخذت شكل مآذن المساجد وحملت مفردات مثل “الله” و”بركة محمد” و”عاش الملك” و”مولاي الحسن”، المسار المرسوم لموكبها، اتجه الأخير صوب ضريح مولاي عبد الله حسون، حيث يتم وضع أحمال الموكب من شموع وأطباق وأعلام .. وهي المحطة التي تعد افتتاحا لموسم الشموع الذي يستمر لسبعة أيام متتالية من الاحتفال والطقوس الدينية وغيرها.. تساهم في تنشيطها الزاوية الحسّونية وساكنة المدينة..

تاريخيا، يتحدث المؤرخون على أن موسم الشموع يعود للقرن التاسع الهجري، في عهد الملك السعدي أحمد المنصور الذهبي، الذي تعهد حين اعتلائه عرش المغرب بتنظيم الموسم، بعد أن أعجب بالأجواء الاحتفالية التي كانت تقام حينها بمدينة إسطنبول التركية؛ فكان أن استدعى صناع الشموع المهرة من مدن مغربية مختلفة، كمراكش وسلا وفاس، بغرض صناعة هياكل شمعية كبيرة شبيهة بتلك التي شاهدها في اسطنبول بمناسبة المولد النبوي الشريف.

شاهد أيضاً

دنيا باطما تشغل منصة مهرجان الشواطئ ب”تمارة”

بعد حميد القصري، حلت المطربة المغربية دنيا باطما ضيفة على جمهور مهرجان الشواطئ، المنظم من ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *