الرئيسية -- مدينة تمارة -- شاطئ تمارة,,, سياحة من نوع خـــاص

شاطئ تمارة,,, سياحة من نوع خـــاص

“تمارة و الصخيرات كلها خيرات” عبارة ستسمعها و انت تتجول على جنبات كورنيش شاطئ تمارة (كازينو) ستسمعها كلما مررت بجانب إحدى المقاهي المنتشرة على طول الكورنيش ترددها تلك الأجواق الموسيقية التي تنشط ليالي الصيف الرمضانية بالشاطئ،

 

ستسمعها و انت تشاهد الاجساد تتراقص و سوالف الشعر تهتز، و لتتأكد كذلك ان اغلب الحاضرين هنا تستهويهم شواطئ هذه المدينة و انهم قد شدوا الرحال إليها من مختلف مدن المملكة ليعيشوا لحظات لا تنسى بهذه المدينة الرائعة.

تمارة سيتي كانت حاضرة في هذه السهرات الرمضانية و قابلت مجموعة من زوار الشاطئ و المستمتعين بهذه الليالي الصيفية الرمضانية، كما وقفت على وضعية السياحة الشاطئية بعمالة الصخيرات تمارة فكانت المفاجأة. اقتصاد قائم الذات و ويع سياحي بكل ما تحمل الكلمة من معنى.

كارلا سائحة ألمانية، بعد وفاة زوجها المغربي، و للسنة الرابعة على التوالي اعتادت ان تزور عائلته بالمغرب، و لا تحلو لها زيارة المغرب دون قضاء على الأقل 15 يوما بشاطئ تمارة (كازينو) تقوم خلالها باكتراء إحدى الدور الواقعة على مقربة من الشاطئ و التي يصل ثمن كرائها إلى حوالي 800,00 درهم مقابل كل ليلة تدفعها كارلا و هي مبتسمة دون ان تطلب من الوسيط أي وصل او فاتورة و لا هم يحزنون معللة ذلك بان مبلغ 10000,00درهم او 12000,00 درهم مقابل 15 يوما بشاطئ تمارة بمنزل مجهز بحديقة و مطل على الشاطئ تعتبر تكلفة جد منخفضة بالنسبة إليها خصوصا و ان موقع شاطئ تمارة يجعل منه القبلة السياحية المفضلة لديها لقربه من مركز المدينة و أيضا لقربه من عائلة زوجها المتوفي، كما أسرت لنا كارلا أنها خلال فترة زواجها التي دامت قرابة العشرين سنة زارت خلالها مجموعة من المدن المغربية التي نعتبرها  نحن مدنا سياحية كأكادير و مراكش و الصويرة و افران لكنها لم تجد مدينة سياحية رائعة و بتكلفة جد منخفضة كمدينة تمارة و شاطئها الرائع مؤكدة ان ما ينقص هذه المدينة هو تلك الملاهي الليلية التي تميز باقي المدن السياحية.

ودعنا كارلا تاركين إياها لتأخذ حمامها الشمسي اليومي المعتاد، و توجهنا لمقابلة حسن،ز نادل بمقهى على الكورنيش مختصة في تسويق الشيشا، و الذي أطلعنا انه يشرع في عمله خلال الشهر الفضيل قبل آذان المغرب بحوالي ساعتين و لا ينتهي إلا عند آذان الفجر، يقوم خلالها بتجهيز موائد افطار قليلة ليبدأ العمل الحقيقي بالنسبة إليه بعد الإفطار حيث تمتلئ المقهى عن آخرها، حسن يؤكد انه خلال فصل الصيف و خصوصا في السنتين الاخيرتين حيث أضحى يتزامن و شهر رمضان أصبح العمل في المقهى لا يحتمل خصوصا و ان عدد الطاولات كثير فيما لا يساعده غير نادلين آخرين. طرحنا السؤال على حسن هل هو راضي على عمله و الاجر الذي يتلقاه في مقابله فكان جوابه تهكميا: “حتى قط ما تيهرب من دار العرس” مول الشي تايعرف غير الروسيطة في آخر النهار و الفلوس اللي تايدخل غير في الشيشا في نهار واحد تاتساوي الضوبل ديال الصالير ديال السربايا بثلاثة في السيمانا، و البوربوار الله يجيب قليل اللي تاتلقاه ولد الناس و حاس بيك.

الساعة الآن تشير إلى الحادية عشرة ليلا، المكان وسط الكورنيش مقهى على الهواء الطلق (هي في الواقع عبارة عن مخدع مكرى من طرف بلدية الهرهورة بثمن يتراوح بين 8000,00 و 10000.00درهم في السنة بحسب تصريحات بعض الساهرين على تسير هذه المخادع)، الفرقة الموسيقية تستعد و ما هي إلا لحظات حتى كانت الطاولات ممتلئة عن آخرها و ضعف عدد الجالسين واقف ينتظر و يتحين فرصة لاقتناص طاولة فارغة للجلوس خصوصا و ان ثمن المشروب هنا لا يتجاوز عشرة دراهم و يمكنك الجلوس حتى آذان الفجر.

(الكازاوي ولد عمي… إلى وصلتي للكيسر دور على لليسر… ) مختلف المدن المغربية ستسمع المغني ينادي عليها هنا و ما إن يذكر إسم مدينة حتى ترى طاولة تهتز لتتفاعل مع الموسيقى. نساء، فتيات، شباب الكل هنا يندمج مع الموسيقى و الكل يتفاعل خصوصا عندما ينطق المغني بعبارة أضحت شهيرة على الكورنيش “الآن اترككم مع الرقص على آلة الغسيل” البستيلية الشهيرة تحرك سواكن الجمهور، لتتأكد ان ليالي الصيف الرمضانية بشاطئ تمارة ليست كباقي الليالي، هي ليالي استثنائية بكل المقاييس.

أما من يتساءل عن الأمن في هذا الشاطئ فما عليك إلا أن تجري جولة بسيطة في إحدى ليالي السبت و الاحد التي تعرف انتعاشا ملحوظا في عدد الزوار لتلاحظ انتشار الخيام على الشاطئ و على الصخور دون و انتشار للشيشا و للممنوعات بشتى أنواعها ناهيك عن الصراعات التي تنشب لبن الفينة و الأخرى بين أصحاب الكراسي و المظلات بسبب نزاع حول الزبائن و التي غالبا ما تتحول إلى مجازر لا تتدخل المصالح المختصة لفكها إلا بعد ان تكون سيارة الإسعاف قد اتجهت نحو المستعجلات أو مصلحة الانعاش محملة بعدد من الجرحى.

خلف هذا النشاط و هذه المتعة يقوم اقتصاد سياحي ربما لا تملك وزارة السياحة المغربية المعطيات الكافية بشأنه فباستثناء فندقين اثنين، لا توجد هنا فنادق مصنفة بعدد النجوم و لا يمكنك هنا حصر عدد الليالي التي قضاها السياح و لا عدد الأسرة التي استغلها هؤلاء، هنا فقط يتواطأ السائح الاجنبي و المغربي و المستثمر من اجل التهرب الضريبي، هنا فقط يمكن ان يتحول كبار الموظفين إلى مستثمرين يملكون الشقق المفروشة يقومون بكرائها و يضعون الثمن كاملا في جيوبهم دون تصريحات ضريبية و لا أي شيء من هذا القبيل، هنا فقط في شاطئ تمارة يمكنك ان ترى منازل بطابقين و أخرى بطابق واحد دون ان تعرف كيف تمكن هؤلاء من الحصول على التراخيص قصد بناء الطوابق، هنا فقط يمكنك ملاحظة ان أغلب هذه المنازل غير خاضع لتصميم أو لمراقبة المصالح المختصة قصد التأكد من شروط السلامة، مرحبا بك في شاطئ تمارة مرحبا بك ضمن السياحة غير المهيكلة

شاهد أيضاً

بلح البحر “بوزروك” ، موروث الصخيرات تمارة في الطبخ المغربي

الأكيد أن المطبخ المغربي غني و متنوع، و فيه من الأطباق ما تشتهي كل الأذواق ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *