الرئيسية -- مدينة تمارة -- شارع الأدارسة … قلب تمارة النابض
شارع الأدارسة تمارة

شارع الأدارسة … قلب تمارة النابض

حينما وضع المهندسون تصميم حي المغرب العربي شرق مدينة تمارة، لم يتركوا شيئا للصدفة، كل شيء كان يبدو في مكانه و على المقاس، فجعلوا لهذا الحي النمودجي بوابتين رئيسيتين تنطلقان من جنوب المدينة في اتجاه شمالها.

أحد هاته المداخل، يحمل مسمى شارع الأدارسة، بكل ما تحمله الكلمة من حمولة تاريخية و ثقافية و دينية، أريد له أن يكون فسيحا كبيرا و طويلا يربط جنوب الحي بشماله.

غير أن صيرورة الحياة جعلت من هذا الشارع ما لم يحدد له من قبل، فصار القلب النابض لمدينة تمارة التي كانت تعيش على أسواق العاصمة، فتحول دور شارع الأدارسة من ممر للسيارات إلى سوق تجاري مفتوح أشبه بمنطقة للتجارة الحرة.

و من حتميات القدر أن صار لشارع الأدارسة مدخل آخر و هو شارع مولاي علي الشريف، و هو يتوسطه تقريبا، حيث ما إن تتوغل وسط حي المغرب العربي (المسيرة2) قادما إليه من الغرب حتى تجد نفسك وسط جحافل من المتسوقين و الباعة، تمتزج الألوان و تتناغم في شكل متناسق يحيلك على لوحة لمغرب الزمن الجميل.

“كل شيء هنا” هي العبارة الوحيدة القادرة على وصف هذه الفوضى المنظمة، فبانعراجك يمينا بمدخل شارع الأدارسة، سيستقبلك لا محالة بائعو الفواكه الموسمية و الفواكه الجافة المتراصين في عربات مجرورة على أبواب متاجر تزينت بكل أنواع الحلي و المجوهرات و الملابس الفاخرة منها و التقليدية، سيدهشك هذا الكم من النساء و الأطفال و الشباب المتحلقين حول تلك المعروضات ، فتزيد دهشتك أكثر حين يصلك صدى الأثمنة المناسبة لهذه السلع.

غير بعيد عن المدخل، في اتجاه الجنوب دائما، يأخذ انتشار المتاجر بعدا أكبر بانفتاحه على الأزقة المجاورة، فتجد نفسك في متاهات و مغارات لا تنتهي، لكنها متاهات جميلة كفيلة بأن تشبع نهمك و فضولك في التبضع و التسوق.

الأفرشة و الأغطية و المنسوجات التقليدية و المصنوعات الحرفية من الفخار و الألومنيوم و الخشب، المابس ذات العلامات التجارية الكبرى و الملابس المستوردة و حتى المحلية الصنع، الأحذية و الأواني المطبخية و أدوات الزينة، مستحضرات التجميل و الزينة و الديكور، لوازم الأفراح و المناسبات، الكتب و المجلات و الألبسة الرياضية، و غيرها كثير، كل شيء هنا، ما عليك إلا أن تحدد هدفك و من تم ستجد طريقك إلى مرادك وسط الزحام الكبير.

شارع الأدارسة يوفر لك كذلك مطعما في الهواء الطلق ، فهناك ستجد مطاعم و محلات متخصصة تقدم أطباقا مختلفة من كسكس و طاجين مغربي إلى حدود البيتزا الإيطالية، و بينهما يحضر المطبخ العالمي بكل إبداعاته.

يتزين شارع الأدارسة فيصير في أبهى حلله ليلا، فعلى أضواء المصابيح الخافتة يبدو التسوق متعة لا تضاهيها أي متعة أخرى.

هو الفلب النابض للمدينة رغم أنه يوجد في شرقها، فضاء يعكس تنوع و غنى العادات لدى المغاربة و ساكنة تمارة بالذات. زوروه فحتما ستجدون فيه أشياء ستستهويكم.

شاهد أيضاً

بلح البحر “بوزروك” ، موروث الصخيرات تمارة في الطبخ المغربي

الأكيد أن المطبخ المغربي غني و متنوع، و فيه من الأطباق ما تشتهي كل الأذواق ...

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *