الدورة 15 لمهرجان «طنجاز» حلقة وصل بين الحاضر والماضي والمستقبل

تحتضن مدينة طنجة من 10 إلى 14 شتنبر الجاري الدورة 15 لمهرجان “طنجاز”، وستتميز دورة هذه السنة التي تنظم تحت شعار “أسطورة الأمس والغد “،  بمشاركة فنانين عالميين من العيار الثقيل سيؤثثون الفقرات المتميزة لبرنامج هذه الدورة، على رأسهم الفنانة ليليان بوطي وسيسيل ماك لورين و بويكا وليليان بوتي، سالفان، وأولينكا ميتروشينا، إلى جانب مجموعات موسيقية مثل”سيركليرتايم”، و”كلور آوت”، و”لي كورت بات”، وإلى جانب هذا الكم الكبير من الفنانين العالميين ، سيكون الإبداع المغربي ممثلا في هذه التظاهرة الكبرى بالمجموعات المغربية “كناوة إكسبريس” ، الإسم الذي برز بشكل لا فت خلال السنتين الأخيرتين بعدما سبق له أن خلق الحدث في العديد من التظاهرات الدولية والوطنية أبرزها  مهرجان كناوة وموسيقى العالم الذي تحتضنه مدينة الصويرة .

وتوسع برنامج الدورة 15 من مهرجان ” طنجاز ” وتضاعفت عروضه الفنية مقارنة مع الدورات الماضية، حيث أعدت الجهة المنظمة ” لورين ” برنامجا غنيا ينشط فقراته مجموعة من العزفين والمغنيين البارزين في موسيقى الجاز وبعض الأنواع المجاورة له كالبلوز ، السوينغ ، الفانك، الكاونتري، السول، الصلام، الكوسبل و اللاتينو، وقد تقرر إجراء عروض المهرجان  موزعة على سبع منصات بكل من قصر مولاي حفيظ ، باب المرصى، حدائق المندوبية ، كورنيش طنجة وغيرها من الفضاءات الأخرى التي ستصدح على مدى خمسة أيام على أنغام مختلفة وإيقاعات ساحرة وأصوات عالمية ستعمل كعادتها على اجتذاب العديد من عشاق فن الجاز من القارات الخمس، باعتبار أن المهرجان بات موعدا سنويا متجددا تعانق فيه مدينة طنجة طلعة الآلاف من عشاق فن ” الجاز ” الذين يلتئمون بهذا المهرجان الذي اكتسب صيتا عالميا ويشكل بالنسبة لهم محطة مهمة للالتقاء من أجل الوقوف على مدى تطور هذا النوع الموسيقي من خلال اكتشاف إبداعات جديدة لفنانين قادمين من أوربا ، أمريكا وإفريقيا.

ويأتي تنظيم هذا المهرجان الذي يحظى بالرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، من أجل إضفاء التميز على هذه التظاهرة الفنية العالمية ، بعدما استطاعت الجهة المنظمة أن تجعل  منه موعدا متميزا وعلامة من شأنها المساهمة فعلا في الترويج الثقافي والفني للمدينة، وبالعودة لفعاليات مهرجان ” طنجاز ” نجد الفرقة الموسيقية العالمية “مارشين باندز” التي ستشارك بعدة عروض فنية ستشهدها مختلف مناطق المدينة، حيث من المزمع أن تجوب هذه المجموعة الموسيقية التي تمزج بين العديد من الإيقاعات القوية والمختلفة، العديد من شوارع وأزقة المدينة العتيقة بكل من القصبة ، سوق الداخل، برج الحجوي و ساحة 9 أبريل، وذلك لتقريب هذا النوع الفني من ساكنة المدينة وزوارها.

وذكر مدير المهرجان فيليب لوران ، خلال ندوة صحفية، عقدها مؤخرا بالدارالبيضاء، أن مهرجان ” طنجاز ” هو احتفاء بفن الجاز على اعتباره مكونا أساسيا من مكونات التراث العالمي و باعتباره أيضا فنا إنسانيا بامتياز، مشيرا أن مهرجان ” طنجاز “ يعد فرصة ونقطة التقاء العديد من الفنانين والمهتمين والباحثين في مجال هذا الفن، وبفضل ذلك استطاعت هذه التظاهرة الفنية على مدى دوراتها المتتالية أن تكرس لنفسها هوية فنية وثقافية، كما أنها نجحت في أن تجد لها موطأ قدم وسط العديد من المهرجانات الثقافية الكبرى مثل مهرجان شالة والأوداية بالرباط، وجازبلانكا بالبيضاء ومهرجان كناوة بالصويرة وغيرها من المهرجانات التي تتقاسم مع ” طنجاز ” نفس الميول والإهتمامات.

وأوضح ” فيليب لوران ” أن الدورة 15 تقام تكريما للعديد من الأسماء أيقونات ورموز فن الجاز من قبيل لويس أرمسترونغ، وكونت باسي، وديوك إلينغتون، وكاب كالواي، وجورج غيرشوين، ولويس جوردان، ونينا سيمون، إضافة إلى المجموعة البريطانية الشهيرة “بيتلز “التي تعتبر من الأسماء العالمية البارزة الحاضرة في هذه الدورة، وقد سبق  لمجموعة ” بتيلز ” أن خلقت الحدث في الستينيات من القرن الماضي باعتبارها ظاهرة فريدة ومتفردة  في عالم الموسيقى .

وحرصا منه على أهمية تشجيع الابداعات الشبابية ودعما لمواهبهم، سيكون بإمكان عشاق موسيقى الجاز اكتشاف بعض الفنانين البارزين الشباب، وفي خطوة أخرى سيواصل المهرجان في دورته المقبلة اهتمامه بهذه الشريحة ، حيثسيفتح الباب على مصراعيه أمام حضور المزيد من الشباب وخصوصا الطلبة، وذلك بهدف تعريف الأجيال الصاعدة بفن الجاز وخصائصه ومميزاته، عبر منحهم بطاقات مجانية لمتابعة كل العروض المبرمجة خلال المهرجان، كما سيخصص المهرجان سهرة فنية خاصة بالأطفال للتواصل أكثر مع الناشئة، إضافة إلى مجموعة من العروض الاحتفالية بأزقة المدينة وأحيائها العتيقة.