الرئيسية -- مدينة تمارة -- موقع الدشيرة الأثري .. حصن تمارة القديم

موقع الدشيرة الأثري .. حصن تمارة القديم

غير بعيد عن مركز مدينة تمارة في اجاه الجنوب، و بالضبط في منطقة تصل عين عتيق بعين غبولة ، يقع موقع أثري ضارب في القدم ، يحكي تاريخ مدينة ، تاريخ أمة و شعب ، إنه الموقع الأثري الدشيرة.

هذا الموقع الذي ما هو إلا امتداد للإزدهار الذي عاشته المنطقة على مر التاريخ، خاصة إبان الحكم الإسلامي مثمثلا في الموحدين.

في سنة 1930 كشفت التنقيبات التي قادها عدد من الباحثين المغاربة و الفرنسيين عن اكتشاف مجموعة  من الأدوات المنتمية إلى  حقبة ما قبل التاريخ(1)؛ كما دلت النقود التي وجدت فيها – وترجع إلى القرن الميلادي الثاني(2)على المكانة التي كانت لها باعتبارها حصنا أو قصرا ملكيا لا شك.

 وقد ذهب بعض الباحثين(3) إلى أن أطلال موقع  الدشيرة تثبت وجود قصبة موحدية تشكلها بقايا أسوار وأبراج وأبواب ومرافق لا تبتعد  معمارا و هندسة و فنا و تقنية عما شيده الموحدون من مؤسسات، وخاصة الخليفة عبد المومن، لاسيما و أن مادة البناء المستعملة في بناء آثار العاصمة الرباط تزيد في هذا الإثبات، وكذلك وجود بعض الحلي والأواني الفخارية، وكذا معالم يظن أنها بقايا مسجد.

و يعتقد أن وجود بعض آثار ما قبل التاريخ في موقع الدشيرة لا يفني إقامة حصن موحدي في نفس المكان للأهمية القصوى التي كانت له وللمنطقة كلها على امتداد العصور. وهي حقيقة تحث على التخمين بأن هذه المنطقة شهدت في العهود الإسلامية  إقامة  مراكز غالبا ما كانت تتخذ للدفاع والتحصين؛ على حد ما تثبت آثار القلعة (3) القريبة من وادي يكم ، والقريبة من دوار الصويرة، في الجهة اليسرى من تمارة بالنسبة للذاهب إلى الدار البيضاء، سواء على الطريق الداخلي لتمارة أو على خط السكة الحديدية.

 ويبدو أن هذه القلعة كانت على شكل مربع صغير لا يتجاوز ضلعه ثلاثة وسبعين مترا، وإن لم يبق منها إلا أطلال تنم عن باب وأسس جدران وكتل بنائية مشتتة ، لعلها لدار صغيرة، مع بقايا بعض الأواني الفخارية.

ويرجح أن يكون تأسيسها سابقا على العصر الموحدي بنحو قرنينن أو ثلاثة، وأن تكون اتخذت لحماية  القصبات الكبرى في العاصمة ، شالة وقصبة الأوداية والجانب الآخر من ضفة أبي رقراق.

هذا و انضاف موقع الدشيرة إلى عداد الآثار، انطلاقا من يوم 18 من شهر يوليوز 2011.

وجرى إدراج هذا الموقع قي عداد الآثار، بعد صدور مرسوم بالجريدة الرسمية، بناء على القانون المتعلق بالمحافظة على المباني التاريخية، والمناظر، والكتابات المنقوشة، والتحف الفنية والعاديات، الصادر بتنفيذه الظهير الشريف لسنة 1980.

وينص المرسوم في مادته الأولى، على أنه لا يمكن القيام بأي أشغال إصلاح أو إبراز القيمة المضافة داخل منطقة الإدراج إلا بترخيض من وزارة الثقافة وتحت مراقبتها. كما حدد، في مادته الثانية، داخل حدود الإدراج، ارتفاقات الحماية حول الموقع تدعى “منطقة منع البناء”.

للوصول إلى الموقع الأثري ما عليك إلا أن تصل إلى مركز عين عتيق و تسلك الطريق الجهوية المؤدية لعين غبولة.

هو موقع آخر يختزن تاريخنا و ثراثنا، فلنحافظ عليه.

مـــــراجع

1) راجع: Armand Ruhluran : objets préhistoriques de Dchira (communications) dans :haspéris 1932 T  XVII
2) انظر : Jérôme corcopino : d eMaroc Ontique, p 42, ed Gollimard 1944(14  ed)
(une forteresse Almohade près de   في دراسة R. Thouvenot rabat :Dchira ) 9) هو
dans :Hesperis 1933 T  XVII.
3) راجع: Thouvenot : une forteresse musulmane sur l’oued y quem,dans (hesperis T XV1932

—–

ملحوظة: هذا  المقال نتاج بحث و تنقيب فريق تمارة سيتي ، المرجو ذكر المصدر عند إعادة الاستعمال، و شكرا.

شاهد أيضاً

بلح البحر “بوزروك” ، موروث الصخيرات تمارة في الطبخ المغربي

الأكيد أن المطبخ المغربي غني و متنوع، و فيه من الأطباق ما تشتهي كل الأذواق ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *